08/10/2024

قمة السوادني أردوغان.. انتصار للدبلوماسية العراقية

محمد حنون

21/04/2024
تكبير الخط
تصغير الخط

كتب /محمد حنون ..
ساعات تفصلنا عن الزيارة التاريخية للرئيس التركي أردوغان الى العاصمة بغداد والتي تأتي في ظل ظروف دولية معقدة تقتضي ان يلعب العراق فيها دورا" محوريا" سواء" في استقرار المنطقة او في منع حرب متوقعة تحرق الاخضر واليابس فضلا" عما تسعى اليه الحكومة العراقية لتحقيق اعلى درجات الفائدة في تفعيل العلاقات السياسية والاقتصادية مع الجارة تركيا ومناقشة ملفات مهمة وشائكة ابرزها ملف المياه الذي يتسبب كل يوم بتهجير قسري لعشرات العوائل العراقية وملفات امنية واقتصادية ووضعها على طاولة قمة السوداني - اردوغان .
وتحدث الكثير عن زيارة الرئيس التركي اردوغان الى بغداد وبأساليب مختلفة بعضهم قدم مطالب تتعلق بملف المياه لاهميته وعلاقته بحياة العراقيين والبعض الاخر تحدث عن وجود قوات تركية داخل الاراضي العراقية مما يعد تجاوز على السيادة العراقية وذهب اخرون للحديث عن مقررات مؤتمر باريس وما قدمته تركيا للعراق في ضوء قراراته ومع اهمية هذه الملفات وخطورتها فأن اي مدرك يرى في هذه الزيارة انتصار للدبلوماسية العراقية  ونجاحها في استقطاب شخصيات دولية مهمة ومؤثرة لزيارة العراق والتباحث في ملفات مهمة خاصة وان اردوغان يشكل ثقل دولي كبير على مستوى المنطقة والعالم وهو يؤسس لإمبراطورية عثمانية جديدة من خلال تركيا قوية ومتقدمة على جميع الاصعدة السياسية والاقتصادية واصبحت في طل وجوده لاعب اقتصادي عالمي كبير .
بالتأكيد فأن الفريق العراقي الذي يفاوض اردوغان خلال زيارته سيعرض ملفات مهمة ستقود الى تفاهمات مشتركة اهم ما فيها ما يتعلق بانسحاب القوات التركية من مناطق عراقية حدودية، كذلك الاتفاق على التعاون الأمني  في نفس الوقت سيكون هناك اتفاق تركي -عراقي  بشأن العمليات العسكرية المستقبلية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي يشكل تهديدا" للمنطقة والعلاقات بين البلدين الجارين .
ان العراق وحكومته يسعيان من خلال الحوار مع اردوغان الى اولويات كثيرة اهمها وقف أي خروقات للسيادة أو تهديد للأراضي العراقية واهمية التنسيق بين البلدين في إطار التفاهمات والذي سيصل بالامور إلى حد تبادل المعلومات بشأن عناصر حزب العمال وتوحيد الرؤى والافكار المستقبلية بين البلدين كذلك سيكون هناك تنسيق استخباراتي عالي المستوى في هذا المجال ، خصوصا أن هذا الأمر كان يشكل معضلة منذ سنوات، إذ لا يوجد أي تنسيق بين استخبارات وأجهزة الأمن والجيش في البلدين".
ان اهمية الزيارة تأتي من خلال التنسيقات الأمنية المستقبلية والتي ستأتي بعد تثبيت الثقة بين الجانبين، وتعهدهما بالقيام بدور فاعل في جوانب كثيرة وملفات شائكة تقتضي قرارات بمستوى الحدث التاريخي ".
زيارة اردوغان لبغداد خطوة مهمة لحكومة السوداني ونجاح دبلوماسي يتطلب دعمة وأسناده بعيدا" عن اي توجه سياسي يهدف لوضع العربة امام الحصان والتنصل من المسؤولية الوطنية التي تتطلب مغادرة الافق الضيفة الى الافاق الوطنية التي يستعيد فيها البلد عافيته في جميع المجالات بعد تشغيل محركاته الدبلوماسية وتفعيل علاقاته على مستوى المنطقة والعالم .

المزيد من مقالات الكاتب

الأكثر قراءة