كتب / محمد حنون ...
بغض النظر عما حصل من تداعيات امنية وسياسية
خطيرة قبل زيارة الرئيس السوداني الى واشنطن خاصة المرتبط منها بالرد الإيراني على
إسرائيل، وكان المتوقع لها التأثير على جو المباحثات الثنائية مع الجانب الامريكي
فأن الزيارة حققت اهدافها من حيث الملفات التي ناقشتها او من خلال نجاح السوداني
في ان يتحدث بالبيت الابيض بجرأة وشجاعة دون خوف او تردد وكان في ذلك محط احترام
وتقدير جميع العراقيين.
ان هدف الزيارة، تبعا لرؤية السيد السوداني
" كان هو الانتقال بالعلاقات مع الولايات المتحدة إلى مرحلة جديدة تتضمن
تفعيل بنود اتفاقية الإطار الإستراتيجي المتماشية مع برنامج حكومة الاصلاح الوطني
الذي يركز على الإصلاحات الاقتصادية والمالية، وكذلك على الشراكات المنتجة مع
مختلف دول العالم".
كما أن الحكومة الحالية ترى في الولايات
المتحدة شريك استراتيجي وتريد معها علاقة متنامية وموسعة، خاصة وان الوفد ناقش
مشروع طريق التنمية الاستراتيجي وقدرة العراق على ربط الخليج بأوروبا، ومشاريع
الغاز الاستراتيجية، كذلك فإن الزيارة بحثت الحوار الجاري بخصوص مهمة التحالف
الدولي في العراق، حيث يعتقد الطرفان ان الوقت قد حان للانتقال بالعلاقة من الجانب
الأمني الى علاقات ثنائية تشمل بلدان التحالف الدولي في مناحي متعددة.
نجاح السوداني في إدارة بوصلة الحوارات في
الولايات المتحدة ونجاحة باستقطاب اعضاء في الكونغرس من الحزبين الكبيرين في أمريكا
(الجمهوري والديمقراطي)، وسعيه في نقل صورة واقعية عن العراق وما يخطط له في تجاوز
اخطاء المرحلة السابقة انما يمثل انجازا كبيرا حقق فيه اعلى درجات النجاح كونه
الرئيس الوحيد الذي لم يترك قطاع حيوي الا وكان له بصمة في الحوار لاجل تطويره
وتنميته برؤية عراقية خالصة مستفيدا" من الخبرات الامريكية .
ان اولويات الزيارة كان تدور في المباحثات
والتأكيدات في ظروف المنطقة وما تشهده من تصعيد وما يحصل في الأراضي الفلسطينية من
جرائم ضد الإنسانية والمخاوف من اتساع نطاق الصراع ومناقشة مجموعة من الملفات
الاقتصادية والمالية والتجارية والأمنية والتعليم والثقافة، كذلك تناولت البحث في
الملفات الاقتصادية والمالية والتجارية والأمنية والتعليم والثقافة وتوقيع عدد من
العقود الاستثمارية مع كبريات الشركات الأمريكية وبناء شراكة استراتيجية مستدامة
قائمة على الاحترام المتبادل ومناقشة عمل اللجنة العسكرية العليا بين العراق
والتحالف الدولي وعقد اجتماع اللجنة التنسيقية العليا HCC المشتركة.