08/10/2024

التيار الوطني الشيعي.. جدل الفرعيات والجزيئيات

محمد حنون

13/04/2024
تكبير الخط
تصغير الخط

كتب / محمد حنون
تفاجأت اوساط عراقية كثيرة من جدوى قرار السيد الصدر بتغيير اسم الكتلة الصدرية الى التيار الشيعي الوطني، بعضهم قال ان التغيير سلبي وهو عودة للأسماء الطائفية من جديد لكسب اكبر عددا من الاصوات من ذات المكون الذي تنتمي اليه فيما ذهب اخرون الى ان دواع التغيير ترتبط باستقطاب كتل شيعية اخرى تبحث عن تحالفات جديدة تضعف كتل ناشئة تسعى لكسب اكبر عددا من الاصوات والتحالف مع كتل كردية وسنية لتشكيل الحكومة التي تنبثق من الانتخابات المقبلة .
وبعيدا عن التوغل في اسباب التغيير في الكتلة الصدرية التي يرى فيها كثيرون فرصة للتغيير والخلاص وإعادة ترتيب الاوراق وماهي الحقيقة التي يتجه اليها السيد الصدر في اعلان الاسم لكتلته الجديدة الا ان الكثير يرى ان ما يحصل اليوم هو مجرد تدوير لشخصيات هي نفسها كانت تمثل احزاب  إسلامية خاضت انتخابات كثيرة وخرجت منها بغية تحسين الصورة واعطاء مسوغات جديدة للناخب في خياراته لكن الاهداف تبقى نفسها وعملية الاستحواذ على السلطة تأتي في اولى مقدمات تطلعات الاحزاب الناشئة حتى وان كان ذلك في تأسيس دولة عميقة جديدة تتمدد من خلال الخطوط الثانية والثالثة من الاحزاب التي كان يؤشر عليها ملاحظات خلال الدورات الانتخابية السابقة وفشلت في التوسع لكسب اصوات الناخبين مما جعلها تفكر بالانشطار لكتل جديدة بعضها تحاكي الشباب وتطلعاتهم واخرى من خلال الاغراءات في المناصب والمكاسب .
الاعلان عن التيار الوطني الشيعي خلط جميع اوراق اللعبة واصبح تفكير الكتل على اختلاف مكوناتها بضرورة التحالف مع هذا التيار يشكل اولوية في برامج مهمة خاصة وانها تعرف طبيعة عمل التيار الصدري ونجاحه التنظيمي وطاعته لشخصية السيد الصدر المؤثرة عقائديا "ودينيا" وهو يملك قاعدة واسعة من جمهور كبير لا يمتلك سوى الولاء والطاعة وتنفيذ ما يوجه اليه بدون الدخول بأي تفاصيل، مما يترتب على ذلك ان يعي هذا التيار مسؤوليته الحقيقية في التعامل مع الكتل الاخرى بنظرة سياسية ثاقبة تبتعد عن ما حصل في التجارب السابقة عندما افتقدت الى التوازن المطلوب والشريك الحقيقي الذي ممكن الاعتماد عليه وصولا" لكسب حصيلة مهمة من عدد النواب تصل به الى اعتاب العدد المطلوب في انتخاب رئيس الجمهورية والوزراء وهو ما افتقده وتسبب في انسحابه في الدورة السابقة بعد ان كان قد حصل على اكثر من ٧٤ نائبا وهو رقم كبير اذا ما تحالف مع كتل اخرى من مكونات عراقية سعت للتحالف مع الصدريين.
مثلما للتيار الوطني الشيعي الجديد الحق في التوسع مع تحالفات وطنية جديدة وتجاوز لحدود شعاره الجديد الذي يعتقده البعض مذهبيا" اكثر مما هو وطنيا" كذلك اهمية البحث في فشل الاخرين من القوى السياسية القديمة والناشئة وتجاوز الكثير من اسباب الفشل والفساد، فأن هذا التيار امام مسؤوليات وطنية جديدة تبدأ من عمقه الداخلي من خلال المناقشة المستفيظة للتجارب السابقة من حيث النجاح والفشل والعمل على استحداث مجلس خبراء او شورى برئاسة احد افراد عائلة السيد الصدر ويتكون من شخصيات سياسية ودينية لها تاريخ سياسي مع الابتعاد عن سياسة المحاور لصالح هذا الطرف او ذلك لاسباب تتعلق بالمصالح او العلاقات الشخصية خاصة وان الجميع مؤمنين بخط الشهيد الصدر رحمه الله وبحبهم وولائهم للسيد الصدر ومهمات هذه المجالس مناقشة الواقعين التنظيمي والسياسي ودراسة التحالفات المقبلة وتدارك اخطاء الماضي التي لابد من تشخيصها بشكل واقعي والانفتاح على الجميع بروح مؤمنة على التغير الذي لابد وان يبدأ من الداخل وصولا" لتحالفات جديدة مع قوى وطنية جديدة صادقة فيما تقرر وتتوافق.
لا نتمنى للتيار الجديد الذي نثق بوطنيته وحرصه على انهاء ملفات كثيرة تسببت في مشاكل لازالت تدمي قلوب العراقيين ان يخرج بنفس طريقة التعاطي مع الاحداث السياسية سواء المتعلقة بالتحالفات مع المكونات الاخرى وضرورة استيعاب كل التوجهات السياسية الشيعية التي تبحث عن منظم لآليات عملها ورسم صورة جديدة لطريقة التعامل معها خاصة وان الكتل السياسية الاخرى تسعى لكسب الجميع من خلال انشطارها وتحركها لكتل جديدة تحمل شعارات وطنية بهدف استمالة الناخبين وكسب اصواتهم.
سفينة الصدر حزمت حقائبها من خلال التيار الوطني وهي تعرف مقدار ما يخطط له الخصوم من تعقيدات وتسقيط وما تحتاجه اجواء امنة بهدف الوصول الى اهدافها بعزيمة وإصرار.

المزيد من مقالات الكاتب

الأكثر قراءة