30/04/2024

السوداني ..مسافة واحدة ونظرة واعدة للمستقبل.

محمد حنون

18/12/2023
تكبير الخط
تصغير الخط

السوداني ..مسافة واحدة ونظرة واعدة للمستقبل.
بعيدا" عما تؤول عليه نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي جرت باجواء غاية في الشفافية والنزاهة وعدم تدخل الجهات السياسية وما حصل فيها ايضا" من ضعف في الحضور الجماهيري رغم ماوفرته الحكومة من اجواء ايجابية قبل واثناء الانتخابات والمتعلقة بالدعم اللوجستي وتوفير المناخ الملائم للمواطنين للادلاء بأصواتهم بحرية كاملة في ظل اجواء امنية مستقرة لم تشهدها الانتخابات السابقة .
مايؤشر من علامات نجاح لانتخابات مجالس المحافظات هو حيادية الحكومة وقدرتها  على التعامل بهذا الملف المهم بمهنية ودون ادنى تدخل في عمل المفوضية المستقلة للانتخابات التي حظيت هي الاخرى بدعم كبير من رئيس الوزراء من خلال لقاءاته المستمرة مع ادارتها والاستماع الى مشاكلها وتوفير كل وسائل الدعم اللوجستي الذي طالبت فيه وكانت الاستجابة فورية وسريعة فضلا" عن وقوف السيد السوداني على مسافة واحدة من الجميع ودون تدخل لطرف على حساب طرف اخر وقبلها كان قراره الشجاع بعدم الدخول في هذه الانتخابات لضمان الاستقلالية ومنح الكتل السياسية الفرصة في تشكيل حكومات محلية قوية قادرة على التعامل مع ملفات الخدمات ومكافحة الفساد وتطوير البنى التحتية ويكون عمل هذه الحكومات  جزء من اليات عمل الحكومة الذي انطلق بقوة انفجارية نحو الاعمار والتأهيل وتشغيل المشاريع الاستراتبجية لم نشهده من قبل .
المتابع  لسير العملية الانتخابية منذ الاعلان عنها والذي شكل حينها تحديا" كبيرا" لعمل الحكومة ان السيد رئيس الوزراء لم يترك صغيرة وكبيرة دون ان يتدخل فيها للمعالجة وايجاد الحلول المناسبة كذلك اعادة عامل الثقة للمتنافسين في الدوائر الانتخابية وبعث رسائل اطمئنان للجميع بأن الحكومة مع مايقرره الناس من الصالح في ادارة المجالس المحلية التي حدد الدستور اليات عملها في الرقابة واقرار القرارات التي تخدم تطوير المحافظات واذا كان ثمة نجاح تنظيمي ولوجستي وامني فيسجل للسوداني قبل غيرة لان الانصاف ان نتذكر للرجل حركته الدؤوبه ونشاطه المتميز الذي اعاد للعراقيين الامل في مستقبل اكثر وضوحا" خاصة واننا كشعب نتمنى عليه الدخول في الانتخابات العامة المقبلة بقائمة وطنية مستقلة تكون هي الامل لعراق معافى من التطرف والفساد والمحسوبية وهو ماعمل عليه السوداني طيلة العام الذي انتهى من عمر الحكومة رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها .
السوداني لم يكن فقط على مسافة واحدة من الجميع بل كان رجل المرحلة الذي تحمل المسؤولية بأمانة وشرف الشجعان واوصل الانتخابات الى شاطئ الامان دون ان يسجل عليها خلل واحد له تأثير على نتائجها وهو بذات الهمة التي تحضر للعمليات المشتركة والاجتماعات المستمرة في الشرطة الاتحادية لضمان النجاح الامني ومنع كائن من يكون التدخل بنتائجها في الوقت نفسه لم يتناسى دوره في ملف الخدمات والقضايا التي تخص حاجات الشعب وهو مافتقدنا اليه لسنوات  طويلة ولحكومات متعاقبة لم تدرك دورها من الرعاية الابوية التي تتجسد برجل يفهم كيف تدار مؤسسات الحكومة وكيف تعالج مشاكل الناس بعيدا" عن الازمات .
لااشك ابدا" بأن مستقبل العراق سيكون اكثر اشراقا" لو منح السيد السوداني الفرصة الحقيقية في ادارة الدولة وان تترك الاحزاب المتصارعة طموحاتها وتقاسمها للمناصب ليضع الرجل المناسب في المكان المناسب ومن اليوم يبدأ العد التنازلي للانتخابات العامة لانها فرصة العراق للانتقال الى الجانب الاخر من الحياة الحرة الكريمة والخدمات التي تليق بشعبنا بعد ان يقرر السوداني الدخول في معركة التنافس الانتخابي لانقاذ العراق عندها سنجد المراكز الانتخابية التي افتقدت روادها لاسباب مختلفة تزدان بالمصوتين لاختيار من هو اكفأ لقيادة البلاد والعباد .

المزيد من مقالات الكاتب

الأكثر قراءة