16/05/2024

هل وصلنا لفصل( التبعثر والتشظي المدروس) تمهيداً للزلزال السياسي في المنطقة ؟

سمير عبيد

19/02/2023
تكبير الخط
تصغير الخط

#تمهيد :
ان مانفذته إسرائيل ليلة السبت على الاحد في ١٨ شباط ٢٠٢٣ من قصف شديد ومختلف  على حي سكني في دمشق وضواحيها ليس حدثاً عابراً. وهو لأول مرة ضد حي سكني ولاول مرة ضد بيئة درزية  .لأن الاهداف التي تم ضربها هي اهداف دسمة من وجهة نظر اسرائيل و تمتد من دمشق الى طهران. وايضا هي العملية الاولى من فصل (التعبثر والتشظي المدروس) وسوف يليها قصف وفعاليات متفرقة في سوريا والعراق وداخل ايران. وصولا الى الشروع في الزلزال الأكبر  الذي تعد اليه غرف العمليات المشتركة في امريكا وبريطانيا واسرائيل والناتو والاتحاد الاوربي من جهة . وتزامنا مع تضخيم وتنويع الملف الايراني على طريقة تضخيم وتنويع ملف نظام صدام حسين قبل تشكيل التحالف الدولي وغزو العراق ثم احتلاله. فقضية تبلور تحالف دولي ضد ايران بات مسالة وقت . وان عملية تهيئة الراي العالمي وعملية تضخيم الملف ضد ايران جاري بشكل دراماتيكي  !
#أولا :
*أ:-قبل خمسة أيام كان هناك مؤتمر مهم وخطير في الاردن حضره رؤساء الاستخبارات في الدول الحليفة للولايات  المتحدة الاميركية في المنطقة.وناقش ملف ايران ومدى ونوعية الدعم اللوجستي للتخالف الدولي الذي يراد تشكيله ضد ايران" ويُذكرنا بالاجتماعات نفسها التي حدثت قبيل غزو العراق "  .فخصوصا بعد تمرير ( قانون تحرير ايران ) أخيرًا في الدوائر الاميركية واعطيت التعليمات للدوائر التنفيذية باعداد الخطط لهذا الغرض.  وهو على غرار قانون تحرير العراق عام ١٩٩٨ والذي كان الرئيس بايدن أحد الداعمين له آنذاك عندما كان مسؤول في ادارة الرئيس بيل كلينتون.فالضوء الأخضر  اعطي ولأول مرة بالضد من ايران. ويبدو هناك خطة لتطويق روسيا تماما وقصقصة جميعا اجنحتها والخطوط  والفضاءات التي تستفيد منها  !
*ب:-وبالمناسبة لقد رُفعت توصيات قمة الدوائر الاستخبارية التي أشرنا لها في ( أ) والتي عقدت في الاردن الى مؤتمر ميونج للأمن .والذي يعنى بهندسة الأمن القومي العالمي وهندسة الحروب وانواعها . وطبعا كان الملف الايراني رقم (١) وترابطه مع الحرب الاوكرانية وروسيا !
#ثانيا :
*ا:-لقد نجح الأميركان وبدعم غربي واسرائيلي من تضخيم ملف ( المُسيرات الايرانية ) في الحرب الاوكرانية.وجعلا منها المُسيرات التي لا تُقهر ( وعلى طريقة تضخيم جيش صدام حسين الذي قالوا عنه الرابع عالميا، وعلى رأس تضخيم ملف اسلحة الدمار الشامل العراقية التي قالوا عنها سوف  تبيد لندن بغضون ٤٥ دقيقة / وفي الآخر تبين انهما كذبتان بررتا  اسقاط  نظام صدام حسين وغزو واحتلال العراق) ….وايران بلعت الطعم مثلما بلعه نظام صدام  .والراي العام الاميركي والغربي والعالمي قد اقتنع بأن ايران شريك رئيسي بجانب روسيا في الحرب الاوكرانية .وبالتالي يجب استهدافها ومحاربتها وايقاف هذا التعاون مع روسيا ضد المجتمع الدولي في اوكرانيا.
*ب:- ومن هنا اتخذ القرار ضد النظام الايراني ( ومن هناك تحركت الدوائر الاميركية لبلورة تحالف بين المعارضة الايرانية " مجاهدي خلق" وبين أنصار الشاه بقيادة " نجل الشاه " ودخول تمثيل عن القوميات الكردية والعربية والبلوش والفرس والاذريين )وعلى طريقة هندسة المعارضة العراقية قبل غزو العراق لتكون مستعدة لدخول ورش التدريب ومثلما تدربت المعارضة العراقية لاستلام الحكم!
 *ج:-ولهذا الغرض نجحت واشنطن والغرب واسرائيل من هندسة خلاف قوي بين ايران واذربيجان أخيرا بُعيد الاعتداء على السفارة الاذربيجانية في طهران، والارتدادات التي حدثت في العلاقة بين البلدين. والتي وصلت الى شبه قطيعة ( وعلينا ان لا ننسى ان اذربيجان حليف قوي لإسرائيل ) وان هندسة هذا الخلاف ضد ايران خطير جدا لأن هناك ( خمس محافظات ايرانية آذرية ) أي هناك 20 مليون مواطن ايراني آذري في تلك المحافظات المحاذية  لاذربيجان ولها وشائج قوية جدا مع اذربيجان ( وهنا نجحت واشنطن من ايجاد اذربيجان لتأخذ  دور الكويت ضد نظام صدام حسين/  وسوف تكون اذربيجان منطلقا عند ساعة الصفر ضد ايران )
#ثالثا :
*أ:-المعلومات التي توفرت لدينا من مصادر موثوق بها جدا ان الولايات المتحدة الاميركية وبدعم اسرائيلي وعربي قد اقتنعت بالشروع في فصل ( التبعثر والتشظي المدروس ) في اربع دول مهمة وهي ( ايران والعراق وسوريا ولبنان ) اضافة لليمن.
*ب:-ولقد باشرت بعقوبات صارمة في لبنان وعلى اثرها هدد زعيم ح ز ب الله في لبنان  بشن حرب شاملة بالضد من هذا السناريو .
*ج:-واسرائيل أخذت على عاتقها بالضرب تحت الحزام في سوريا  وسوف تستمر بتوجيه تلك الضربات خصوصا عندما قايضت إسرائيل روسيا الورقة الاوكرانية مقابل الورقة السورية !
*د:- والعراق غرق في الحرب الاقتصادية ( ازمات الدولار وارتداداته) وتم توجيه انذار لقوى  مهمة داخل الاطار وحكومة السوداني ( عليها النأي بنفسها عن ايران والا سوف يشملها فصل التعبثر والتشظي ) ولهذا قفز السيد السوداني واخذ يقترب مع واشنطن اكثر واكثر لكي لا يُحسب على ايران اولا ، ولكي يبقى لاعباً في المشهد السياسي ثانيا. مما جعل ايران تأخذ زمام المبادرة في بعثرة القوى السنية في الانبار أخيرا بمحاولة لصنع ورقة تفيدها في العراق !

#الى اللقاء في تحليلات قادمة ان شاء الله !

المزيد من مقالات الكاتب

الأكثر قراءة