16/05/2024

لماذا "زلزال تركيا" أثلجَ صدور الاوربيين؟

سمير عبيد

14/02/2023
تكبير الخط
تصغير الخط


#أولا :-
*أ:- لا أُريد الدخول بنظرية التخمين والتشكيك التي يُطلقون عليها " نظرية المؤامرة " .فهذا عمل الاستخبارات التركية واستخبارات المنطقة لمعرفة الحقيقة . فنحن نحلل الموضوع والمشهد كما تجسد أمامنا .حيث ان أمامنا زلزال عنيف ومدمر ضرب أخطر منطقة جيوسياسية في تركيا وسوريا. وفي توقيت خطير للغاية.لا سيما وان تلك المنطقة بيئة دسمة للمنظمات والحركات المتطرفة والارهابية والتي اغلبها تمول من استخبارات غربية واسرائيلية وعربية وخليجية  وغيرها.
*ب:-والأخطر  جاءت فضربت السياسة الجديدة للرئيس التركي اردوغان والنظام التركي وهي ( صفر مشاكل ) مع الجيران ودول المنطقة. ووصل الدور الى سوريا التي تقدمت حولها المباحثات واللقاءات التركية - السورية لبلورة اتفاق يقود لمصالحة ونسيان الماضي. ولكن جاء هذا الزلزال ليُعطل كل شيء .ويُغرق تركيا وسوريا على حد سواء في المأساة. بحيث توفرت بيئة نموذجية للغاية ليستغلها الارهابيون والاستخبارات الدولية ضد سوريا وتركيا معاً والتمدد نحو العراق ومناطق اخرى. واثلجت صدور الأكراد في المنطقة وبمقدمتهم الحركات الانفصالية في سوريا وتركيا وايران !
#ثانيا :-
كنت أُذكّر واحذر  خلال السنوات الاخيرة والفترة القصيرة التي سبقت الزلزال وفي جميع مقالاتي وتحليلاتي  ان ( هناك ربيع تركي قادم لخلط الاوراق التركية ومنعها من الدخول الى مابعد انتهاء اتفاقية لوزان في تموز ٢٠٢٣) .واعتقد الجميع يتذكر تلك المقالات والتحذيرات .لأن الاوربيين قلقين جدا من بقاء حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس اردوغان حاكما لتركيا بعد تموز ٢٠٢٣ " وهو موعد انتهاء اتفاقية لوزان" خوفاً من عودة الدولة العثمانية التي وصلت الى مشارف العاصمة النمساوية فيينا سابقاً . فهناك خوف وهلع في المانيا والنمسا وبلغاريا واليونان وقبرص  والاتحاد الاوربي وجميع الشعوب الكردية في المنطقة  من طموحات تركيا وحزب العدالة والرئيس اردوغان . ناهيك ان هناك خوف ايراني من عودة تركيا العثمانية وبروزها !
#ثالثا :-
جميع المختصين والمتابعين يعرفون ان الرئيس اردوغان قد رفض طلب المعارضة التركية( 6 أحزاب)  المدعومة من واشنطن والغرب واسرائيل وبعض دول الخليج  بتحديد موعد للانتخابات المبكرة. ونجح الرئيس اردوغان  بالاحتيال عليهم واعلان تقديم الانتخابات لشهر مايو القادم ( الشهر الخامس ٢٠٢٣) لقطع الطريق على المعارضة والمشروع الاميركي الغربي الاسرائيلي . وبنفس الوقت اجراءها قبل نهاية شهر تموز ٢٠٢٣ وهو  موعد التحرر التركي من اتفاقية لوزان التي ( خنقت تركيا ل100عام )والتي تخيف الاوربيين جدا ومثلما وضحنا هذا التخوف في سياق المقال  اعلاه!
**والسؤال :
هل ان الطبيعة عميلة لواشنطن والغرب لتنتفض بهذه القوة بوجه الرئيس اردوغان وتركيا وحزب العدالة الحاكم وبوجه انصارهم  وتقود هي الربيع التركي وبهذا التوقيت ؟ أم  ان وراء الأكمة ما وراءها ؟
#رابعا:
لقد تعرضت تركيا الى ضربة قاسية (سياسية ، واقتصادية، واجتماعية  ،وفي البنى التحتية ، ونفسية.. الخ )!
**فيبرز السؤال :-
١-هل ان هذه الضربة الزلزالية ستقوي الظهر التركي أم  قصمتهُ وعلى الاقل من الناحية السياسية والاقتصادية ؟
٢-هل ستجعل هذه الضربة الرئيس اردوغان أكثر قوة وقومية واصرار على التحدي والصمود أم سوف يستسلم ؟
فالايام حبلى بالانباء في تركيا والمنطقة … فهناك زلازل سياسية عنيفة قادمة لمنطقتنا وسوف يرحل بسببها اربع انظمة !! وتذكروا كلامي !.

المزيد من مقالات الكاتب

الأكثر قراءة