13/05/2024

حرب إسرائيل وغزة.. إليك ما يجب معرفته عن "حماس" واستراتيجيتها

تقارير

11:35 - 2023-10-10
تكبير الخط
تصغير الخط

آن نيوز - بغداد

يرى محللون تحدثوا مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية، أن الهجوم الذي شنته حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل، والذي بدأ يوم السبت، "نقطة تحول في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وستكون له تداعيات بعيدة المدى".
وشهد الهجوم تسلل نحو 1000 مهاجم إلى الأراضي الإسرائيلية، وقتل مئات الجنود والمدنيين، واحتجاز العشرات ونقلهم إلى غزة.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، "بالانتقام القوي"، بينما قالت حماس إنها مستعدة "لكل السيناريوهات".
ومن جانبه، أكد الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب (INSS)، كوبي مايكل، أن "الأمور ستتغير إلى الأبد"، وقال إنه لا يوجد شيء في التاريخ الإسرائيلي يقارن بهذا الهجوم.
وقال مايكل، الذي شغل سابقا منصب نائب المدير العام ورئيس المكتب الفلسطيني في وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، لشبكة "سي إن إن"، إن حماس لن تكون نفس الحركة التي عرفناها منذ سنوات.
ما هي حماس؟
حماس هي منظمة إسلامية لها جناح عسكري، وقد ظهرت إلى الوجود لأول مرة في عام 1987. 
وكانت حماس فرعا من جماعة الإخوان المسلمين، وهي جماعة إسلامية تأسست في أواخر عشرينيات القرن الماضي في مصر.
وكلمة "حماس" هي اختصار لـ"حركة المقاومة الإسلامية".
وتصر الحركة، مثل معظم الفصائل والأحزاب السياسية، على أن "إسرائيل قوة احتلال" وأنها تحاول تحرير الأراضي الفلسطينية. 
وعلى عكس بعض الفصائل الفلسطينية الأخرى، ترفض حماس التعامل مع إسرائيل.
وفي عام 1993، عارضت اتفاق أوسلو (اتفاق السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية).
وتقدم حماس نفسها كبديل للسلطة الفلسطينية، التي اعترفت بإسرائيل وشاركت في العديد من مبادرات السلام الفاشلة معها.
وقد أعلنت الجماعة على مر السنين مسؤوليتها عن العديد من الهجمات على إسرائيل وتم تصنيفها كمنظمة إرهابية.
وقالت الخارجية الأميركية عام 2021 إن "حركة حماس تتلقى تمويلا وأسلحة وتدريبا من إيران، فضلا عن بعض الأموال التي يتم جمعها في دول الخليج العربية".
وأضافت أن المجموعة تتلقى أيضا تبرعات من بعض الفلسطينيين وغيرهم من المغتربين ومؤسسات خيرية خاصة بها.
ما استراتيجية حماس في تنفيذ الهجمات؟
من خلال القيام بمثل هذه الضربة المدمرة، كان الهدف الأساسي لحماس هو إحداث تغيير جذري في الوضع الراهن، كما يقول الخبراء لـ"سي إن إن".
وقال الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط ومدير برنامجه حول فلسطين والشؤون الإسرائيلية الفلسطينية، خالد الجندي، إن أحد الأهداف هو إعادة القضية الفلسطينية إلى جدول الأعمال الإقليمي والدولي.
واعتبر أن "حماس نجحت إلى حد ما في تحقيق هدفها المتمثل في إعادة الاهتمام إلى القضية الفلسطينية".
ويقول محللون إن التنظيم ربما يحاول أيضا "تحطيم أي مفاهيم حول قدراته العسكرية".
وقال زميل مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية الذي يركز على الشؤون الفلسطينية، عمر الرحمن، إن حماس وجهت "ضربة لإسرائيل تتجاوز ما اعتادت عليه".
واعتبر الرحمن أن تكتيكات الصدمة التي تتبعها حماس هي إعلان بأنه "يجب أن تؤخذ الحركة على محمل الجد بشكل أكبر".
ما وراء اختطاف الإسرائيليين؟
والاثنين، قال الجيش الإسرائيلي إن حماس "احتجزت العشرات".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، الاثنين، إن حماس اختطفت أكثر من 100 شخص خلال هجومها مطلع الأسبوع.
وهددت حركة "حماس" بأنها ستبدأ في إعدام مختطف مدني إسرائيلي واحد مقابل كل قصف إسرائيلي جديد على منازل المدنيين دون إنذار مسبق، وفق وكالة "رويترز".
وكانت "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، قد قالت إن أربعة مختطفين لديها قتلوا جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأشار خبراء إلى أن عدد الرهائن المحتجزين، وحقيقة أن العديد منهم من المدنيين، يظهر أن حماس تسعى إلى ما هو أكثر بكثير من مجرد تبادل للأسرى.
وفي حالة اختطاف سابقة، قامت إسرائيل بمقايضة أكثر من 1000 أسير مقابل رهينة إسرائيلية واحدة.
وقال الرحمن إن العدد الكبير من الرهائن والمختطفين يؤكد أن "هذه ليست عملية عسكرية قصيرة الأمد سوف تتلاشى وتُنسى، ولكن لها آثار سياسية طويلة المدى".
حرب دعائية؟
وكجزء من حملتها في الهجوم على إسرائيل، أنتجت حماس مقاطع فيديو دعائية توثق هجومها على إسرائيل خطوة بخطوة.
وفي بعض مقاطع الفيديو، ارتدى مقاتلوها كاميرات شخصية لتصوير العمليات أثناء اختراقهم التحصينات الإسرائيلية وشوهدوا وهم يرتدون زي الكوماندوز.
ويقول محللون إن "هذا هو المفتاح للحرب الدعائية التي تشنها الحركة، وهو ما يخدم عددا من الأهداف".
وقال الجندي إن الهدف من ذلك، من ناحية، هو "بث الخوف" بين الجمهور الإسرائيلي والإشارة إلى أن قادتهم لا يستطيعون الحفاظ على سلامتهم.
وسيكون ذلك بمثابة صدمة لأن "الإسرائيليين يفتخرون بشدة بجيشهم وقدراتهم الاستخباراتية"، وفق حديثه.
ومن ناحية أخرى، فهي دعاية موجهة إلى "الداخل الفلسطيني".
وقد ظلت حماس عالقة منذ فترة طويلة في حرب سياسية مع السلطة الفلسطينية، التي تحكم الضفة الغربية وتشارك في التنسيق الأمني مع إسرائيل.
ويقول خبراء إن الهجوم واسع النطاق الذي تشنه حماس يُظهر أن الحركة تدرك أن الحرب القادمة قد تكون "حربا وجودية".
وقال مايكل: "حماس لديها استراتيجية واضحة للغاية تعتمد على المنطق التنظيمي لصراع متعدد الجبهات".
وقالت إسرائيل إن حماس وجماعات مسلحة أخرى في غزة تحتجز أكثر من 150 جنديا ومدنيا اختطفوا من داخل إسرائيل بعد أن فاجأ الهجوم جيشها وأجهزتها الاستخباراتية التي لطالما تفاخرت بقدراتها، وفقا لأسوشيتد برس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي سيطرته إلى حد كبير على مناطق الجنوب و"استعادة السيطرة الكاملة على الحدود".
ونفى ريتشارد هيشت، المتحدث باسم الجيش، عبور أي مقاتل من حماس إلى إسرائيل منذ الليلة الماضية على الرغم من إمكانية استمرار عمليات التسلل.
وواصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصف مناطق وسط مدينة غزة حتى ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، بعد تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بالانتقام من حركة حماس بطريقة "سيتردد صداها لأجيال".
وأجلت السلطات آلاف الإسرائيليين من أكثر من عشر بلدات قريبة من غزة، ونشرت دبابات وطائرات مسيرة لحراسة الثغرات في السياج الحدودي لغزة ضد أي توغلات جديدة.

أخبار ذات صلة

الأكثر قراءة