اغتيال شيخة الفاشينيستات ( ام فهد ) في منطقة زيونة ،، لم ينهي اللغط والجدل الحاصل حول قوة ومكانة بعض النسوة المتجملات والمحصنات بالموضة السافرة ، وبالسيارات الفارهة ، وبعمليات التجميل الصارخة ،، فسوف تبرز من بعد أم فهد ، أم شهد وأم رغد وأم المدد ،
و كل واحدة منهن لها معجبون وجيوش الكترونية ،، وكروش على مستوى فرق ورتب عالية.
يا جماعة .. لا تستغربوا من هذا الوضع المأزوم في مجتمعنا المهزوم ،، الذي ابتلى بثقافة الفساد والأنحطاط ، وصار للقدوة الفاسد احتياط ،، حتى امست فيه اغلب الصبايا ، وهن يحلمن بلقب فاشينيستا ،، بدلا من لقب طبيبة ومهندسة وباحثة في المعرفة و علوم المجتمع و الفلسفة والأثار ،، فهذا اللقب يكسب لها السلطة والمال ، والجاه ورجال الأعمال ، والعسكري الجبار .
يكفي ان الفاشينستا تنتمي إلى نساء الموضة والأيبوكسي والفلر ، ولها مرجعيتها وأسلوبها في الحياة ، ولها زعيمة وسيدة للموضة العالمية ،، وهي ( گيارا فيراجيني ) التي بشرت صبايا العالم في مطلع ثالث الألفية ، للأستعداد للشهرة والنجومية ، وبشرتهن ، بعيش رخيم ، وعمر كله نعيم .
ترى كم من نظريات وزعماء سقطوا في فخ الخطاب والتواصل والاتصال ، الذي تراوح بين العقل والعاطفة ، وتسطيح الحال .
من ماركس إلى جيفارا ،، إلى ظهور فيراجيني ،، ومعها تباينت المسافات ، والصراعات ، بين العقل والعاطفة والكمال ،، وتوزعت فيها مرايا الحلم والخيال والجمال .
الثوري جيفارا ،، اكتفى بحمل بندقية ، وانصاره وضعوا على رؤسهم خوذته ،، كموضة ثورية ، اما الرفيقة العاطفية فيراجيني ، اكتفت بموضة متحركة ، وملابس مزرگرشة ، وانصارها كثر ، اختلط فيهم الراعي بالرعية .
في العراق الجديد ،، كل شي مباح ،، وكل الفلسفات والصيحات والتيارات ، تنمو بقوة المال والسلاح ،، الاً التيار الكهربائي ما زال يتذبذب ، رغما عن صانع ومالك المصباح .
بمرارة اقول..
ان اسم الفاشينسيتات الفاتنات ،، اختلط مع اسم ضباط كبار سطروا على الأكتاف نجوما وتيجان وسيوفا شاهرات .
والسؤال .. لماذا تأخذ المفردات والمصطلحات والأسماء الغريبة ، كل هذا الضجيج الذي ينضح بما فيه من الفسق والقبح ، والملذات والتجاوزات ، التي تحدت قاموس على الوردي وما سطره من ظواهر ولمحات .
من أطلق مفردة ( الفاشينستات ) التي تضاف بقوة وجدارة إلى القاموس الشعبي الجديد المرهق بفيض من التسميات ،، حواسم وقفاصة وصكاكة وعلاسة وگوامة ،، اين نحن اليوم من عبارات ومفردات ساحرة وحلوة مثل ،، عيوني إلك ، و اروح لك فدوة ، وفديتك .
يا جماعة .. المجتمع المغلوب على امره .. ينضح بما فيه ،، فالجاهل يقرر مصير العارف العالم ، والمسلح الجبان يهين الشجاع المسالم ، وهذا هو مجتمع السيارة المضللة الفارهة ،، التي تقف عند باب طائرة بانتظار مسؤول معروف بفساده وحياته الباذخة ،، ومنافذ حدودية ، ومرافق وصوامع تحت وصاية عصابات فوضوية ، و جامعات اهلية تحت سلطة وتوجيه جوقة من المستثمرين ،، هم بحاجة إلى دروس في محو الأمية .
ما جرى في البتاوين ،، صحوة متأخرة وهبًة جرت على عجالة ، و بشكل غير دقيق ،، تكشف لنا ان بعض ادوات الحكومة ما زالت تغط بنوم عميق .
مؤسسات الدولة بحاجة إلى رقابة يومية ، وليس بهبًة سنوية ،، بحاجة الى اداء حكومي ، على مستوى ثوابت المهنة والنزاهة والمسؤولية .
كلنا يعرف ،، ان البتاوين وغيرها من مناطق الفجور والتجاوزات ،، كانت ومازالت بؤرة لتجارة البشر
والمخدرات ، وفنادق موبوءة يجتمع فيها الهاربون والمطلوبون ، والمتسولون ، والشواذ القادمون من المحافظات ، ومن دول قريبة وأخرى بعيدة المسافات ، يتم التستر عليهم في وضح النهار ، وتحميهم بعض الجهات المتنفذة ، بأساليب مفضوحة ليس عليها غبار ،،
وأظن اني قد اختزلت لكم الصورة النمطية لمجتمع يخاصم نفسه ،، بكل ما في الصورة من وجع مؤلم يتلوى من دون انبهار ،
د كاظم المقدادي