21/05/2024

رمضان مختلف ولكن

علي الحياني

22/03/2023
تكبير الخط
تصغير الخط

#علي_الحياني


يأتي رمضان هذه المرة باختلاف عن السنوات السابقة، كونه يأتي في طقس أقرب إلى البرودة والأمطار، اختلاف يعيد بي الذكريات عندما كنت طالباً في مرحلة الثاني الإبتدائي، وهي السنة الأولى التي بدأت الصيام فيها فعلياً، ولم انقطع ليوم واحد منذُ ذلك الحين.

لأ أدري لما تذكرت تلك السنة بالتحديد، بل وتذكرت حتى اليوم الأول من رمضان ذلك العام، كانت السماء فيه ممطرة والبرد قارس، والحياة جميلة رغم بساطتها.
تغيرت أشياء كثيرة منذ ذلك اليوم، وكما يقول البيت الشعري، لا الدار داري.. ولا الرفاق رفاقي!
كانت الناس متحابة فيما بينها تجمعها البساطة رغم الفاقة وشظف العيش، لكن الألفة والمحنة والتواصل وصلة الرحم هو ما كان يمييز تلك الرمضانات، الناس يتبادلون الأطعمة فيما بينهم قبل موعد الإفطار، رغم بساطة الأشياء وندرتها!
كم هي جميلة لحظات الوقوف مع الجيران لانتظار أذان المغرب في مدينتا الغافية على نهرات الفرات"حديثة"، وكم هو جميل مشهد ذلك الرجل العظيم، الذي يمسك المصحف، ويجود على الطريقة العراقية الحزينة للقارئ المرحوم الحافظ خليل إسماعيل، وكم هو لذيذ ذلك الرغيف الذي تحضره أمي لنا بحنية، وكم هو رائع طبق العدس (الشوربة) الذي كانت ترسله لنا جارتنا العزيزة "أم إحسان"، وكم هو جميل صوت الشيخ المرحوم وليد إبراهيم، وهو يصدح بتلاوة سورة يوسف من سماعة المسجد، في وقتٍ صار صوت القرآن مزعجاً !! وكم فيها روحانية، صلاة التراويح التي كنا نؤديها بحب ونحن نسمع أجمل الأصوات القرآنية، ونتنافس على الوقوف في الصفوف الأولى.
كم من عزيزٍ قد رحل دون أستاذان، وكم من مشهدٍ جميل فقدنا لذتهُ دون استمتاع بتلك اللحظات.
بين رمضاني الأول الذي كان الجو فيه ماطراً ورمضاني الحالي الذي يأتي والجو ماطراً، لم يبقَ شيء على حاله، وتلك سنة الله، ولله في خلقه شؤون.

المزيد من مقالات الكاتب

الأكثر قراءة