16/05/2024

الكذب حاجة أم مرَض ؟

عزت الشابندر

18/02/2023
تكبير الخط
تصغير الخط

#عزت_الشابندر
رسالتي مفتوحة الى /
جميع الذين يمتهنون الكذِب في بلدي من الطبقة المرتاحة ولا يخجَلون من انفسهم ولايستحون من مجتمعهم ، فضلًا عن الحلال والحرام ، سياسيون كانوا ام رجال أعمال ام كليهما.
أتذكر في أحد الأيام ونحن  في أواسط التسعينات حيث كنّا نقيم في دمشق الحبيبة مع مجموعة كبيرة من الاخوة والاصدقاء العراقيين وفي جلسةٍ وديةٍ في بيتي نتبادل فيها أطراف الحديث عن العديد من الامور المهمة وغيرها تناولنا ( أخبار وبطولات وافلام ) واحدٍ من الشخصيات الذين طلّقوا الصدق طلاقًا بائنًا لاعودة عنه مع انه يتبوأ موقعا قياديا مميزًا لواحدةٍ من الحركات السياسية العراقية الكثيرة المتواجدة في سورية آنذاك ، أعجبني جدا تعليق أحد الرموز العشائرية وهو سليل واحدة من اشهر العشائر التي قاتلت المحتل البريطاني حيث قال وهو يُطرق باندهاش لسماع روايات الكذب المتتالية ، قال ياجماعة ( عمي والله تره الكذب هم لوه  اصول ) فقاطعه أمير الجلسة ورضاها مستغربا ، شيخنا ارجوك ، ماذا تقول ! هل يُعقل ان للكذب اُصول ؟ رد عليه الشيخ نعم خوية  لوه اُصول ، ومن اصوله انك ( حاشاك ) تكذب حين تحتاج الكذبة في دفع ضرر او كسب منفعة مثلا ، لكن بدون هاي وهذيچ فهذا مرض ، ومن الاصول انك ماتكذب على صاحب الصنعة ، يعني ماتكذب في الطب على طبيب او في الهندسة على مهندس أو في التجارة على تاجر ،
و من اصوله ألّا تكذب بحق الزلِمْ المعروفة بمقامها وبفضلها عليك وعلى غيرك ، ترى هواي زحمة اذا وصلت للزلمة ، ومن اصوله أيضًا ألّا تكذب في مجلس يتعدد ويتنوع فيه الحضور لانهم عاجلا ام آجلًا يفضحوك .
واذا كان الكذب لحاجة ذاتية أنانية هو خطيئةٌ اُم الخطايا كما اكدت ذلك الاحاديث النبوية الشريفة ،، أمّا الكذب لغير ذلك فهو سرطان ندعوا لمن ابتُليَ به بالشفاء العاجل أما اذا كانت الاصابة بكليهما فالوگعة وگعة ما الها چارة .

المزيد من مقالات الكاتب

الأكثر قراءة