آن نيوز-بغداد
تتجاوز سرعة انتشار المخدرات في العراق الجهود الحكومية وعمل الأجهزة الأمنية. وواضح أن ضبط هذا الانتشار يتطلب بذل جهود أكبر في ظل تأكيد السلطات تفشي المخدرات في المدارس، خصوصاً أنواع الكريستال والكبتاغون والحشيش.
ويقول الصحافي من محافظة البصرة أحمد القطراني في تصريح تابعته (آن نيوز) "تنتشر المخدرات في عموم مدن العراق، لكن عملياتها الأكبر تتركز في الجنوب، إذ تعتبر البصرة ناقلة وحاضنة للمواد المخدرة، خصوصاً الكريستال الذي يُصنّع فيها أيضاً".
يتابع: "عملت الحكومة المحلية في البصرة لردع دخول المخدرات، لكن أساليب نقلها متنوعة، ومن بينها استخدام طائرات مسيّرة، وأيضاً تعبئة الجوز بالكريستال. والأكيد أن هناك حاجة إلى تكاتف المجتمع من أجل القضاء على الظاهرة التي زادت المشكلات الأمنية والجرائم المرتكبة".
ويلفت القطراني إلى أن "جهات تملك نفوذاً كبيراً تمنع دخول المشروبات الكحولية بحجج وذرائع وطرق عدة إلى البصرة ومدن الجنوب عموماً، لكنها تساعد في دخول المخدرات، ما يعني أن الوضع السائد مخطط له من أجل تحويل جنوب البلاد إلى بؤرة للمتعاطين تمهّد لتحقيق مكاسب مالية كبيرة".
وفي حديث سابق قال مسؤول أمني عراقي: "لا يلمس العراق أي تعاون من الجانب السوري في مكافحة المخدرات، علماً أن المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري والفصائل الحليفة له تلعب دور المُغرق الأول للعراق بالسموم والمواد المخدرة".
وأكد أن "التهريب الذي يُضبط على الحدود أقل بكثير من الكميات التي تنجح في دخول العراق عبر حدود محافظتي الأنبار ونينوى المحاذيتين للحدود مع سورية، وهناك تورط واضح لفصائل مسلحة تنشط على الحدود في تلك التجارة.
وأوضح أن "مادة الكبتاغون التي تصل إلى العراق عبر سورية تنتشر في مناطق شمالية وغربية وأبرزها محافظات صلاح الدين وكركوك والأنبار، في حين تطغى مادة الكريستال على التعاطي في مناطق جنوب العراق، وتصل أيضاً عبر إيران. والعاصمة بغداد من بين أكثر مدن العراق تضرراً، لذا تعتبر معدلات الجريمة فيها أعلى من غيرها".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت وزارة الداخلية أن عدد الذي أوقفوا خلال عام تجاوز 11 ألفاً، منهم 4500 من المروجين والتجار. وأوضحت أن نسبة النساء الموقوفات 3 في المائة، وأعلنت وجود سبعة مراكز للعلاج من إدمان المخدرات تابعة لوزارة الصحة تتوزع على محافظات البصرة وذي قار وبابل والعاصمة بغداد التي تحتضن ثلاثة.