12/05/2024

وسط امتعاض وتخوف تركي.. فرنسا تستعد للاستحواذ على عين الأسد وحرير بعد الانسحاب الأمريكي

تقارير

08:23 - 2024-01-22
تكبير الخط
تصغير الخط

آن نيوز- بغداد
توقع تقرير دولي أن فرنسا ستسارع إلى استغلال أي سيناريو محتمل لانسحاب الولايات المتحدة من العراق، خصوصاً مع تحركات الرئيس عمانوئيل ماكرون التي وصلت إلى تدريب الجيش العراقي على حروب الصحراء ومنظومات دفاع جوي متقدمة، ودعم رئاسة العراق للمنظمات الثقافية الكبرى، وسواها، حسب “المركز العالمي للدراسات التنموية” في لندن، الذي يعتقد أن بغداد هي أفضل بوابة لعودة الفرنسيين إلى الشرق الأوسط.
بعد تراجع نفوذها السياسي والعسكري في القارة الأفريقية، تحاول فرنسا تعزيز تواجدها في الشرق الأوسط وتحديداً عبر العراق، وفي وقت دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى جدولة انسحابها، تبحث باريس عن سبل ترسيخ علاقاتها مع بغداد.

و من خلال تتبع تحركات الرئيس الفرنسي فرانسوا ماكرون في الشرق الأوسط وتعامله مع الحرب في غزة، يلاحظ أن ثمة تغيراً واضحاً في الأسلوب، يختلف عن تعامل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الأحداث.

مع اندلاع حرب غزة، دعم ماكرون حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها حيث زار تل أبيب وطالب بمحاربة حماس، لكنه بعد ذلك طلب هدنة إنسانية مبيناً أن سياسة الحصار والقصف العشوائي لن يوفر الحماية للمدنيين.

تأجيل مؤتمر عراقي حاسم
هذا التغير في الموقف الفرنسي يعزى إلى ردود أفعال العديد من دول المنطقة التي شعرت بانحياز واضح لتل أبيب، فقد أدى إلى إعلان العراق عن تأجيل مؤتمر بغداد للتعاون بنسخته الثالثة بينما كان من المقرر أن تنطلق أعماله في الثلاثين من شهر تشرين الثاني الماضي.



وقد نجحت باريس في هذا المؤتمر، بجمع دول المنطقة كالعراق والأردن ومصر ودول الخليج العربي وإيران وتركيا، بهدف إنعاش العراق اقتصاديا، تم تأجيله من قبل العراق إلى أجل غير مسمى.

جيش للصحراء ومنظومة دفاع جوي
يبدو أن فرنسا قد وجدت في العراق مؤخراً بوابة واسعة للدخول مجدداً إلى الشرق الأوسط وتثبيت نفوذها المنحسر.

فقد شهد العام الماضي عدة زيارات متبادلة أسفرت عن اتفاقيات مهمة كان أولها الاتفاقية الاستراتيجية لتعزيز التعاون بين باريس وبغداد في مجالات الأمن والطاقة  والثقافة.

وفي مجال الأمن أعرب الرئيس الفرنسي ماكرون عن استعداد بلاده لتزويد بغداد بمنظومة دفاع جوي متطورة. كما يعمل قرابة 600 جندي فرنسي على إنشاء قوات عراقية صحراوية، مستفيدة من خبرات قواتها التي قاتلت في أفريقيا خلال السنوات السابقة.

أما في مجال الطاقة فقد تمكنت شركة توتال الفرنسية بالشراكة مع شركة قطر للطاقة من إبرام اتفاق مع العراق، بقيمة 27 مليار دولار.

و يأتي الاستثمار الفرنسي هذا في وقت قلصت فيه شركات أمريكية وأوروبية مثل إكسون موبيل وشل وبي بي من، استثماراتها في العراق ما يشير إلى رغبة فرنسية في تعزيز نفوذها في العراق والمنطقة.

صالونات باريس الثقافية
ولم يقتصر التقارب على المستوى الأمني والاقتصادي ، فقد تم منح العراق رئاسة معهد العالم العربي في باريس، وهي المرة الأولى التي تحصل فيها بغداد على هذا المنصب منذ أربعة عقود.

الحديث مبكر عن تسليح العراق بمنظومة باتريوت الأميركية ...
الحديث مبكر عن تسليح العراق بمنظومة باتريوت الأميركية ضد الصواريخ والطائرات - الخفاجي
حذر في واشنطن وطهران وأنقرة


وتراقب كل من الولايات المتحدة وإيران وتركيا محاولات فرنسا تثبيت موطئ قدم لها في العراق، فواشنطن التي عملت بجد على تأسيس العملية السياسية في العراق ما بعد 2003 ترفض أن تملأ باريس مكانها حال خروج قوات التحالف الدولي منه.

ولن تكون إيران بمنأى عن ذلك، فالعراق هو أحد الأسواق المهمة لشركاتها وهو مجال استراتيجي مهم تستفيد منه إيران في توفير الحماية لها أو تمويل اقتصادها من خلال حجم السوق العراقية.

ولا يبدو أن طهران ستكون مرحبة بالنفوذ الاقتصادي الفرنسي في العراق، خصوصاً في مجال الطاقة، فمشروع استثمار الغاز المصاحب الذي تنوي توتال الفرنسية تنفيذه سيساهم في تقليص اعتماد العراق على الغاز المستورد من إيران.

تركيا هي الأخرى تراقب بحذر الخطوات الفرنسية لتطوير العلاقات مع العراق حيث تحاول أنقرة أن تكون من أكبر الشركاء التجاريين للسوق العراقية والدخول في مشاريع البنى التحتية كطريق التنمية الواصل بين ميناء الفاو في البصرة وطريق أوربا عبر تركيا.

و يزداد القلق التركي من فرنسا مع التقارب الكبير بين أربيل وباريس حيث يتمتع الجانبان بعلاقات مميزة قد تفسرها تركيا على أنها تعزيز لنفوذ الكرد في المنطقة.


أخبار ذات صلة

الأكثر قراءة