13/05/2024

"مشغولون بمحاولة البقاء على قيد الحياة".. عامل إغاثة يروي تفاصيل المعاناة جنوبي غزة

تقارير

12:49 - 2023-10-22
تكبير الخط
تصغير الخط

آن نيوز - بغداد

دخلت 20 شاحنة مساعدات، السبت، إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، في خطوة شكلت بصيص أمل للسكان الذين يعانون بفعل الضربات الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من أسبوعين، في ظل حصار كامل، عقب هجوم غير مسبوق لحركة حماس.
ووصلت أخبار السماح بعبور شاحنات المساعدات إلى السكان النازحين جنوبي غزة، لتمنحهم قليلا من الارتياح في ظل انقطاع الماء والكهرباء والوقود عن القطاع.
وبحسب أحد موظفي الإغاثة في مدينة خان يونس، فإن المواطنين والنازحين هناك "مشغولون بمحاولة البقاء على قيد الحياة".
وقال الموظف بالمركز النرويجي للاجئين، يوسف هماش، في رسالة صوتية لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إنه سمع عن السماح بعبور المساعدات إلى غزة، "لكن من الصعب الحصول على المعلومات بسبب انقطاع الكهرباء ومشاكل شبكة الاتصالات".
وأضاف هماش الذي نزح مع أسرته إلى خان يونس من شمالي غزة، بعد تدمير منزله: "لا نعرف شيئا عما سيأتي ومتى. الناس خارج غزة لديهم معلومات عن الموقف أكثر مما نملك".
طوابير مرهقة للحصول على الخبز
وفي رسالته إلى الصحيفة الأميركية، تحدث هماش عن المعاناة اليومية التي يواجهها سكان غزة، للحصول حتى على الخبز.
وقال إنه "يستيقظ في الرابعة صباحا من أجل الوقوف لمدة ساعتين في طابور، للحصول على كمية قليلة من الخبز، لأسرة كاملة".
أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، التزام بلاده بإيصال المساعدات إلى غزة، ورحّب بعبور أول قافلة مساعدات إنسانية، السبت، إلى القطاع.
يعيش هماش في منزل أحد أقاربه مع زوجته وطفليه وأمه وشقيقاته الثلاثة واثنين من أبناء عمومته. ووصف وضعهم بالقول: "الجميع في حالة صدمة، وخصوصا الأطفال".
وبدأت الأسرة في توفير الطعام والشراب خلال الأسبوع الماضي، بعدما انقطعت المياه عن المنزل. وأوضح أن "دخول الطعام والمياه والدواء إلى قطاع غزة ربما بداية شيء ما".
إلا أنه استطرد سريعا: "لكن بكل أمانة، 20 شاحنة بمثابة نقطة في محيط من الاحتياجات التي نحتاجها هنا".
ودخلت السبت، أولى المساعدات الإنسانية من مصر إلى غزة، حيث تتزايد حاجة السكان إلى الغذاء والدواء بعد أسبوعين من القصف المكثف والحصار المحكم من إسرائيل، ردا على الهجوم الذي نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر.
وأكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، التزام بلاده بإيصال المساعدات إلى غزة، موضحا في بيان، السبت، أن "فتح طريق الإمداد الأساسي كان نتيجة أيام من الجهود الدبلوماسية على أعلى المستويات".
وجدد بايدن "التزام الولايات المتحدة بضمان استمرار حصول المدنيين في غزة على الغذاء والماء والرعاية الطبية، وغيرها من المساعدات"، دون أن يتم استغلالها من قبل حماس.
وفي السابع من أكتوبر، شنت حركة حماس الفلسطينية هجوما على مناطق وبلدات إسرائيلية في غلاف غزة، مما أسفر عن مقتل نحو 1400 شخص، أغلبهم من المدنيين، بالإضافة إلى خطف حوالي 200 رهينة ونقلهم إلى غزة.
وردا على ذلك، تشن إسرائيل غارات متواصلة على القطاع الفلسطيني المحاصر، مما أدى إلى مقتل ما يزيد عن 4300 شخص، أغلبهم من المدنيين.
شكّك تحقيق نشرته القناة الرابعة البريطانية، بالرواية التي ساقها الجيش الإسرائيلي بشأن الضربة التي أصابت مستشفى المعمداني في قطاع غزة.
وعمل على هذا التحقيق المشترك منظمة "فورنسك أركتكشر" (Forensic Architecture)، وهي وكالة أبحاث تابعة لكلية غولدسميث بجامعة لندن، تحقق في انتهاكات حقوق الإنسان، بالتعاون مع "أير شوت"، وهي منظمة غير ربحية تنتج تحقيقات صوتية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى منظمة "حق" الحقوقية التي تتخذ من رام الله مقرا لها.
ويلقي التحقيق بظلال من الشك على الرواية الإسرائيلية بشأن ضربة مستشفى المعمداني في غزة، حيث قال إن الضربة "عبارة عن عملية إطلاق صاروخي فاشل نفذتها حركة الجهاد الإسلامي من داخل القطاع".
ونفت حركة الجهاد الاتهام الإسرائيلي، فيما قالت حركة حماس والسلطة الفلسطينية إن الضربة ناجمة عن "غارة إسرائيلية". ونقلت تقارير إعلامية عن عاملين في مستشفى المعمداني قولهم، إنهم "تلقوا طلبا بالإخلاء من قبل السلطات الإسرائيلية" قبل يوم من الضربة.


وفي بداية التحقيق المشترك الذي نشرته القناة الرابعة البريطانية، يظهر تحليل "فورنسك أركتكشر" أن "الحفرة الناجمة عن الارتطام، تشير إلى أن القذيفة جاءت من الشمال الشرقي وليس من الغرب كما قال الجيش الإسرائيلي".
واستشهد التحليل بالمحقق، كريس كوب-سميث، وهو خبير بالأسلحة المتفجرة، قال إن "أنماط الشظايا الناجمة عن الانفجار تشير إلى أن القذيفة جاءت من الشمال الشرقي، وهو الاتجاه الذي تسيطر عليه إسرائيل من محيط قطاع غزة".
و"أشار حجم الحفرة إلى وجود ذخيرة أكبر من صاروخ سبايك أو هيلفاير، الذي تستخدمه عادة الطائرات الإسرائيلية بدون طيار"، بحسب التحليل ذاته. ومع ذلك، قال التحقيق إنه "دون أدلة مادية إضافية، لا يمكننا إجراء تقييم نهائي".
كما شمل التحقيق المشترك على تحليل أجرته "أير شوت" للمكالمة الهاتفية التي نشرها الجيش الإسرائيلي، وقال إنها توثق حديثا بين عنصر سابق من حماس وشخص آخر، يقران خلاله بأن الضربة "جاءت من داخل القطاع".
ووجدت "أير شوت" أنه "تم التلاعب بالتسجيل المنشور، وبالتالي فهو لا يعد دليلا موثوقا لصحة رواية الجيش الإسرائيلي"، طبقا للتحقيق.
وذكرت رويترز في وقت سابق، أن التسجيل الصوتي "خضع لعملية تحرير، شملت إضافة أصوات صفير لإخفاء الكلمات والأسماء".
كذلك، ذكرت منظمة "الحق" الفلسطينية، أن لديها "صورا ثابتة تشير لقصف القوات الإسرائيلية قسم السرطان بالمستشفى المعمداني في 14 أكتوبر".
ولم يتسن لموقع "الحرة" التحقق بشكل مستقل من صور مؤسسة "الحق" الحقوقية، التي تصنفها إسرائيل على أنها "منظمة إرهابية".
نقلت وكالة رويترز عن تقرير للاستخبارات الأميركية، رفعت عنه السرية، الخميس، أن عدد قتلى في الضربة التي طالت مستشفى المعمداني في غزة يتراوح "من نطاق 100 إلى 300 عند الحد الأدنى". 
وكان الجيش الإسرائيلي قد ذكر أن مصدر الضربة التي أصابت المستشفى، "كان صاروخا أطلقه فلسطينيون متجها من الغرب إلى الشرق".
والجمعة، قالت الاستخبارات العسكرية الفرنسية إن "الفرضية الأكثر ترجيحا هي صاروخ فلسطيني انفجر"، وذلك بعد يومين من استنتاج مماثل للأميركيين والإسرائيليين.
والسبت، قالت وزارة الدفاع الكندية إن "تحليلا" أجرته قيادة المخابرات التابعة للقوات الكندية على نحو مستقل، توصل إلى أن "إسرائيل ليست المسؤولة" عن ضربة المستشفى.
كما أظهر تحليل لوكالة أسوشيتد برس، أن الصاروخ الذي "انشطر في الهواء، تم إطلاقه من داخل الأراضي الفلسطينية، وأن انفجار المستشفى حدث على الأرجح عندما سقط جزء من ذلك الصاروخ على الأرض".
وكان مستشفى المعمداني في القطاع الفلسطيني، قد تعرض لضربة صاروخية يوم 16 أكتوبر، أسفرت بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، عن مقتل 471 شخصا وإصابة أكثر من 314 آخرين.

بعد الخلاف بشأن مصدر ضربة "المعمداني".. رفض فلسطيني لتقرير عدد القتلى
شككت مصادر استخباراتية غربية ومحللون في صحة عدد القتلى الذي أعلنته السلطات الفلسطينية جراء الانفجار المميت الذي وقع بمحيط المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في قطاع غزة، مقدرة عدد الضحايا بـ"العشرات"، بينما يؤكد مسؤولون فلسطينيون لموقع "الحرة" سقوط المئات بين قتيل وجريح.
لكن مصدرا استخباراتيا أوروبيا صرح، الأربعاء، لوكالة فرانس برس، بأن الضربة التي تبادلت إسرائيل وفصائل فلسطينية الاتهامات بشأن مسؤوليتها، أوقعت عشرات القتلى.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه: "لم يسقط 200 أو 500 قتيل، لكن بضع عشرات، الأرجح بين 10 و50 شخصا"، مرجحا أن "إسرائيل لم تقم بذلك على الأرجح" وذلك استنادا إلى ما وصفها بـ"خيوط جادة" بناء على معلومات استخباراتية.

أخبار ذات صلة

الأكثر قراءة