10/05/2024

تمرد "فاغنر" كشف ما كان يخفيه بوتين.. كيف وصلت روسيا لخطر حرب أهلية؟

تقارير

11:54 - 2023-06-28
تكبير الخط
تصغير الخط

آن نيوز - بغداد

في وقت كان يشيد فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "بوحدة الأمة" عقب التمرد المسلح القصير لمجموعة "فاغنر"، كان الانقسام في البلاد واضحا.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها، إن المواطنين الروس واجهوا أسئلة متناقضة حول الانقسامات في قوات الأمن وكيف وصلت البلاد لخطر الحرب الأهلية.

وكان الكرملين بذل، الثلاثاء، جهودا حثيثة في محاولة لإظهار الوحدة وإعادة تأكيد قوة بوتين وسيطرته على البلاد، بينما تحرك أيضا لتشويه سمعة زعيم مرتزقة "فاغنر"، يفغيني بريغوجين، حليفه السابق الذي قاد التمرد. 

لكن التفسيرات الرسمية لسبب السماح لبريغوجين بالمغادرة إلى بلاروسيا دون عقاب بدت هزيلة بشكل غير عادي، مما يسلط الضوء على شكوك جديدة حول قوة بوتين وكفاءته في إدارة الأزمة.

وتناقضت تصريحات بوتين عن الوحدة مع صور لبريغوجين وهو يهتف أمام المارة وهم يسعون لالتقاط صور "سيلفي" معه أثناء مغادرته مدينة روستوف الجنوبية، السبت، بعد انتهاء التمرد والموافقة على المغادرة إلى بيلاروس.

وكان قائد "فاغنر" قد غاب عن الأنظار منذ مساء السبت بعد انتهاء تمرد سيطر خلاله مقاتلوه على قواعد عسكرية وزحفوا نحو موسكو إلى أن أمرهم بصورة مفاجئة بوقف الزحف والعودة أدراجهم.

والثلاثاء، قال بوتين خلال مراسم عسكرية أقيمت في موسكو، "مع رفاق السلاح، وقفتم في وجه هذه الاضطرابات التي كانت نتيجتها لتكون الفوضى لا محال. ... في الواقع لقد منعتم وقوع حرب أهلية".

ولزم الرئيس الروسي دقيقة صمت تحية لذكرى طياري الجيش الذين قتلوا خلال التمرد فيما كانوا "يؤدّون واجبهم ببسالة".
وأضاف: "رأى الذين انجرفوا إلى التمرد أن الجيش والشعب ليسوا معهم".

"الأزمة هزت سمعة بوتين"
ورفض المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، فكرة أن التمرد هز السلطات الروسية أو الرئيس بوتين، وأصر بدلا من ذلك على أنه "أظهر مستوى عاليا من توحيد المجتمع والقوى السياسية والجيش حول الرئيس". 

وحاول بيسكوف شرح تناقض إسقاط تهم الخيانة بينما كان بعض النشطاء الروس في السجن لمجرد منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد الحرب. 

وقال إن الصفقة كانت ضرورة ولدت من "حدث حزين إلى حد ما غير عادي"، مضيفا: "تم التوصل إلى اتفاق لتجنب أسوأ سيناريو". ويختلف محللون مع رواية المتحدث باسم الكرملين ويقولون إن العكس هو الصحيح.

وقال بوريس كاغارليتسكي، المحلل الروسي المقيم في موسكو، وهو معارض سوفياتي سابق ومنتقد لنظام بوتين، إن مزاعم الكرملين بأن الوحدة أنقذت روسيا كانت "مجرد هراء". وأضاف أن العديد من المواطنين رصدوا التمرد دون أن يدعموا طرفا على آخر.

وتابع: "كان هناك القليل من الدعم للنظام لدرجة أن الأمر كان مذهلا حقا. لم يتحرك الجيش ولم تتحرك الشرطة. كان الناس يشاهدون فقط. ولم يهرع أحد إلى المكاتب الحكومية لإظهار الدعم".

ومضى قائلا: "ومع ذلك، كان هناك على الأقل بعض الدعم لبريغوجين، بسبب أن شخصا ما على الأقل فعل شيئا ضد الحكومة، لذلك كان الكثير من الناس سعداء للغاية لرؤية ذلك يحدث".

المارة تجمعوا حول بريغوجين والتقطوا الصور التذكارية خلال التمرد
وقابلت صحيفة "واشنطن بوست" عددا من المواطنين الروس العاديين الذين تغيرت نظرتهم للحرب ضد أوكرانيا بعد تمرد "فاغنر".

وقالت متقاعدة رفضت الكشف عن هويتها خوفا من الانتقام: "لقد غيرت آرائي بعد ما حدث مع فاغنر. أريد أن تنتهي هذه الحرب في أقرب وقت ممكن".

في صالون لتصفيف الشعر بالعاصمة موسكو، أخبرت خبيرة التجميل إحدى العميلات أنها سئمت من الحرب رغم انها لا تزال تطلع على آخر مستجدات الأخبار عبر تطبيق تلغرام.

من جانبها، قالت العميلة: "إنها فوضى"، مردفة: "هم يلعبون ونحن ندفع. هذا صراعهم ... لماذا يجب أن يعاني الناس العاديون؟".

وقال كاجارليتسكي إنه ليس هناك شك في أن الأزمة هزت سمعة بوتين في البلاد باعتباره ركيزة الاستقرار والأمن لروسيا، لكنه أشار إلى أن هذا ليس بالغ الأهمية لدى النظام الروسي، الذي لا يهتم للسمعة، وفق تعبيره.

وبحسب "واشنطن بوست"، فإن أحد الذين خرجوا بمكاسب من التمرد الفوضوي هو قائد الحرس الوطني الروسي، فيكتور زولوتوف، الذي أعلن أن بوتين وافق على تخصيص دبابات وأسلحة ثقيلة لقواته.

أخبار ذات صلة

الأكثر قراءة